عرفته حين كان بيننا قبل أن يتحول إلى فكرة تلتف حولها مصر وتصير بلا حدود ويصبح أيقونة لثورة شعب وصورة يحملها الثوار والشيوخ والأطفال والشباب والنساء تملأ ميدان التحرير العظيم..غيرُ قابل ٍللإحتواء ومن يستطيع أن يحتوي فكرة؟
قال الذي بجواره حين سقط :لا أعرفه مجرد شخص بجواري رأيته يسقط فجأه .
عاش حياته خفيا نقيا بعيدا عن أي تكلف لا تكاد تشعر به إذا غاب، ولا تمل من سماعه والنظر اليه إذا حضر، لم يسع لرتبه ولم يرجو مكانه، شديد التواضع للكبير والصغير لا يعرف عنه من يعرفه غير الذي يراه فقط ثم تجتمع نقاط معرفته بعد موته ليظهر عملاقا بهيا وجيها لا يستطيع الذهن أن يستجمعه ولا يصدق المرء أنه مر به.
لا يبحث عن أحد ولكن من أراده وجده، يستخفى حتى لتظنه هملا من الناس، شديد الغياب والحضور في آن معاَ.عندما يتحدث يلتفت لمحدثه بجميع جسده ولا يمل الحديث حتى يمل محدثه، شديد النصح عذب الإبتسامه
قال عادل:لم أر في حياتي وفي كل من قابلت صفاء ابتسامته وما تعكس من سلام روحه..
أما عيناه فكانت سراً مفرداً فيها حنان يوشك أن يحتضنك وفرارٌ يشعرك أنه لا يراك ونظرة بين الوداعة والحياء والقرب والرحيل .
لم يعلُ صوته أبدا ولم يفحش ولم يعادِ أحدا، شديد الهدوء رقيق المحيا، يوقر شيوخه ويحسن الجوار، شديد الرفق بأبيه، ولم أر أورع ولا أروع ولا أتقي منه
وأشهد الله -والله حسيبه- أنه لم يكن ممن يريدون علواً في الأرض ولا فساداً وكان يأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر كريم المواساة بالنصح والمال والتواجد يسد دين الناس ويعين على نوائب الدهر، ويساعد المحتاج -رحمه الله - كم ساعدني في خفاء، وكم ساعد غيري،
بساطة منهجه في وهب كل لحظة لله والتصرف حسبما تقضي المواقف بلا تزيد ولا تكلف جعلته محل تصديق وتوقير كل من عرفه.
ففي المسجد هو المتهجد الذي يؤم الناس بثلاثة أجزاء في الليلة الواحده من ليالي العشر الأواخر من رمضان أما في مسجد شارعنا الصغير الذي يعج بالعمال فيخرج من المسجد وهو يسأل في تواضع وقد أمَ الناس بالمرسلات:هل أطلت؟
وتشهد زوجته بصدقه ووفائه حتي شاركها طعاما لا يطيقه أحد بغير ملح ثلاث سنوات طوال فترة مرضها بلا تذمر ووصل بره بأصدقائه أن يتوفى أحدهم صغيرا ويظل عماد باراً بأم صاحبه 25 عاماً يزورها ويوادها حتى توفت الأم قبله بأيام.
ويقابله أحد محبيه في معرض الكتاب فيهم الرجل بتقبيل يدي عماد فيفاجئ بعماد يكب علي يديه ويأبى إلا أن يُقبلها.
وفي سيارته ينادي على الواقفين "السيده عيشه السيده عيشه" حاملا في سيارته الطلبة وعابري السبيل ومتصدقا ببعيره على من لا بعير له.
علماء أفاضل وعدول تحدثوا عنه بعد وفاته وعرفه من لم يكن يعرفه وبدا شامخا وفخما ورائعا
وإني والله لأعجب كيف استخفى طوال عمره ثم أصبح اليوم حديث مصر كلها؟
وبيننا نحن الحلاقين والنجارين والسباكين والبسطاء لم يكن أقل فخامة وبهاء.
وفي سيارته ينادي على الواقفين "السيده عيشه السيده عيشه" حاملا في سيارته الطلبة وعابري السبيل ومتصدقا ببعيره على من لا بعير له.
علماء أفاضل وعدول تحدثوا عنه بعد وفاته وعرفه من لم يكن يعرفه وبدا شامخا وفخما ورائعا
وإني والله لأعجب كيف استخفى طوال عمره ثم أصبح اليوم حديث مصر كلها؟
وبيننا نحن الحلاقين والنجارين والسباكين والبسطاء لم يكن أقل فخامة وبهاء.
عرفته أولا منذ عشر سنوات حين كان يأتي لصالون الحلاقه مصطحبا شيخا ضريرا ذا علم جم..كان عماد له كالخادم الشفيق يُجلس سيده ثم ينتظر مهما طال الوقت في صمت وحياء منتظرا أي إشاره من الشيخ وفارضا جوا من السكينة والبهاء على المكان.ربما كان اسم الشيخ "عابدين" ثم يمضيان معا بغير كلمة.
ثم يأتى الشيخ عماد بأبيه إلى نفس المكان بنفس الأدب الجم والسكون الوافر وكلاهما صموت ونحيل وساكن تستحي أن تفاتحهما بحديث وعماد على نفس التفاني في الخدمه والصمت المحبب والإستعداد لتلبية أي إشاره وربما أخرج كتيبا ليقرأه
وفي المره الثالثه سألني أن أذهب معه للبيت لأحلق لإبنه الوليد بالموس تحقيقا للسنه. أشفقت من التجربه علي نفسي وعلى الوليد فسألته أن يذهب إلى حلاق غيري لكنه صمم أن أذهب معه وقد علمت أن الله قد رزقه بهذا الابن بعد فترة زواج طويل. أذكر حنان حضن كفيه الكبيرين على رأس الصغير محمد كأن الموس كان يمشي على قلبه.عاتبني بعدها برقة لا تتخطى إخبارٌ بالمعلومه أن احمرارا ظهر في رأس الصبي.
تمنيت عليه أن أحلق له شعره ولو مره ولكنه اعتذر بأنه يختص زوجته بذلك لعل في ذلك سرورا لها.
في ممشى الشيخ من البيت الى المسجد كان يمر بشارعين أحدهما شارع النادي المظلم الموحش الذي تُرتكب فيه الموبقات من حشيش وبانجو وحيث يلتقي فيه المراهقون والمراهقات الهاربين من المدرسه فماذا تظن الشيخ الهادئ الوديع رقيق الجسم والصوت يفعل.
يروون أن هذا الهدوء الجم والجسد النحيل والصوت الحاني كانا يتحولان إلى أسد هائج وزئير يقطعان على النفس قبل الخصم كل خطوط العوده وبلا تحسب للعواقب في سبيل الله..
يروون أن هذا الهدوء الجم والجسد النحيل والصوت الحاني كانا يتحولان إلى أسد هائج وزئير يقطعان على النفس قبل الخصم كل خطوط العوده وبلا تحسب للعواقب في سبيل الله..
يلقي بحسمه ونفسه في أتون معركة غير مبالٍ بالعواقب وخطورة الموقف وليس في خلده إلا أنه بذلك يمنع منكرا وأن الله يراه.
ولست بحاجه أن أذكر لكم ما كان يلقاه الشيخ من شباب مراهق قد يحمل سلاحا وقد أحرجه الشيخ أمام فتاته..
أعرض للرماح الصم نحري.. وأنصب حر وجهي للهحير.
وقف ذات مره ساعه أو يكاد أمام فاجرين أصرا على عدم الحراك حتى ملّا هما ولم يمل الشيخ رغم مشاغله والأعجب أنه كان يذهب وحده ويتعرض للأمر وحده حتى امتنع المراهقون عن المكان خوفا من "الراجل الدرويش"كما أسموه ثم تبرع الشيخ بإنارة الشارع كله من جيبه الشخصي وما زال للآن منيرا بأسلاك وصّلها الشيخ من خاصة ماله ..اسم الشارع"مصطفى فاضل".
وتذكر زوجته كم فاجأها متورم العينين أزرقها من أثر الضرب.
في ممشى الشيخ بالشارع الثاني كان يمر بالحلاق والنجار والمنجد والكهربائي عند ذهابه للصلاة ..كان يكفي أن يمر الشيخ ليقوم كلُ من يراه إلى المسجد..كان ممشاه دعوه ونظرته دَفعةً الى المسجد
والله لقد رأيت الرجل يترك الشيشة من يديه لمجرد مرور عماد أمامه, قد يرفع يديه بالسلام أو يشير جهة المسجد أو ينظر إليك نظرة عتاب ومحبه فكان في مسيرته الأسطوريه للمسجد يجمع من رآه بغير كلمة واحده ثم تراه يؤخر قدميه قبل الإقامه حتى يؤم المصلين الإمام الراتب وتراه إذا أخطأ الإمام في القراءه صامتا ومن يعلم ومن لا يعلم يردون الإمام. وتنتهي الصلاة فيبادر عماد بالقيام مسلما على من بالمسجد في تودد محبب ثم يحمل حقيبتة تلك البسيطه ماضيا نحو الباب كالنسيم العابرفيتحلق حوله المستفتون ومحبو سماحة وجهه فيسأله هذا سؤالا في النحو وهذا في الفُتيا وهذا عن ضيقه بخلق زوجته فيجيبهم كأنه خادم كل واحد منهم وصوته لا يعلو والإبتسامه الحانيه لا تفارقه فيقول للطالب أن "تنزيلَ العزيز الرحيم" نُصبت لعامل محذوف تقديره نزل تنزيل وأن الإشمام في "تأمنا على يوسف" لأن النون المحذوفه مضمومه فيُستعاض عنها بحركة ضم الشفاه دون النطق بالضمه, ويجيب بائع البيض أن طلاق الزوجه لإستحلال معاش أبيها المتوفى ثم ردها عرفيا حرااااام ويسأل الرجل الذي طلق زوجته أن يشهده ويُشهد الحاضرين أنه قد ردها. كل هذا وابتسامته لا تغيب وصوته لا يكاد يتخطي محدثه لا يستقل سؤالا ولا يستهين بسائل ولا يتقعر لفظه ولا يتمعر وجهه ثم يختلي به السباك فيسرد له حُلما طويلا ملئ بالتفاصيل والشيخ يسمعه بلا ملل ظاهر وما هو بمفسر الأحلام ثم يجيبه بغير أن يكذبه بكلمة واحده "خيرا إنشاء الله"يحدث محدثه بجميع جسده وإن ناداه محدثه عاد له بجميع جسده ثم يمضي ثم يعود بكل جسمه إذا ناداه وننظر إليه وهو يبتعد فكأنه والله لا يمشي بل الريح تحمله.
تندت عيون محمد السباك وهو يقص علينا حين أشار له عماد إلى السماء بأصبعه وهو يرد على سؤاله عن الميت مكثر الذنوب وهو يقول:إن الله يتسامح في حقوقه" وحين سأله عن ألم عينيه اليومي وتلاشي بصره وعجز الأطباء فقال له عماد في هدوء"أتبكي عليها وهي فانيه"
قال السباك إن هذا الرد كان كالقنبله-هكذا وصفه- ولم يبال بعدها ولم يجزع.
قال السباك إن هذا الرد كان كالقنبله-هكذا وصفه- ولم يبال بعدها ولم يجزع.
ويعلم أن أحدهم في حاجة لمال فيقرضه الشيخ سراًمبلغا معتبرا ولما هَمَ الرجل برده قال له الشيخ هذا مال خرج لله فإن شئت أبقيته وإن شئت تصدقت به ثم يعلم أن آخر مدينا فيذهب له ليسد دينه فيجد الشيشة أمامه فيسلم عليه ويمضي بغير أن يقول سوى كلمة واحده "أنت تدخن"
ويلمح في عين شاب نظرة حائره فيكلمه منفردا ليسأله الشاب عن قبوله للعمل مترجما في قاعده عسكريه أمريكيه بقطر فيعلو صوت عماد وهو يقول له "إن الكفر أهون" ويروى الشاب بعد ذلك كيف دُمرت العراق وأفغانستان على يد القوات الأمريكيه فيحمد اليه الله أن خلصت رقبته من دماء الأطفال والشيوخ والأبرياء.
وهو بعد كل هذا الثائر منذ بدء الثوره..قالوا إنه كان في كل الأماكن يوم الجمل يقذف الطوب ويجمعه ويجري هنا وهناك ينادي الرجال ويحثهمعلى الثبات..كان يمر بالخيام أثناء الاعتصام ويؤمهم قي صلاة الفجر وعندما يذهب إلى بيته كان أطفاله يركبوه كالحصان.
قُتل غيلةً في الثوره ..لم يكن أحد يعرف أنه في التحرير وفي صدر كل مواجهه كأنه ابن تيمية العصر الحديث يخلع عباءة الدرس والفقه ليحارب كل بدعه
قُتل غيلةً في الثوره ..لم يكن أحد يعرف أنه في التحرير وفي صدر كل مواجهه كأنه ابن تيمية العصر الحديث يخلع عباءة الدرس والفقه ليحارب كل بدعه
وكلهم من رسول الله ملتمسُ....غرفا من البحر أو رشفا من الديم
ويلومه شيخه مفتي الديار على قولته قبل أن يموت"إني لأشم ريح الجنة من ميدان التحرير أكثر مما وجدتها في الحرم"
دخل المسجد يوما فوجدهم علقوا لافتة فيها "نرجوا إغلاق المحمول"فأخرج قلما من جيبه بهدوء وشطب الألف من "نرجوا"وطبعا قمت اليه متسائلا عن السبب فقال في هدوء"إن الألف من أصل الفعل وليست واوا للحماعه...لم يحاضر ولم يتعد هاتين الكلمتين وعلى شفتيه هذه الإبتسامة النادره التي لا أعدك أن تجدها بعده وأن يعزيك عنها شيئُ.
وكان فوق هذا لطيفا يفهم المزحة ويحسن الرد...لم تكن الأمور جافة ولا مقتضبة
كنت -لسوء طبع جبلت عليه- أهوى ممازحة الأئمه
دخلت على إمام صلى بنا ذات يوم وفاجأته بقولي إن الذهب حرام على الرجال- ولم يكن يرتدي ذهبا- فارتج وقال لي أي ذهب؟؟تركته ومضيت وأسمعه خلفي يسأل الناس "بيقول ايه ده؟
وقلت لآخر بعد أن صلى بنا الظهر "إن الظهر أربع ركعات"وكان قد صلى بنا أربعا فارتج وقال لي هوا أنا صليت كام
قلت لعماد بعد أن صلى بنا المغرب إن المغرب ثلاث ركعات فأجابني إن الدنيا اتغيرت فارتججت أنا.
لم يستغرق معه الموت لحظه.تخفى له قاتل بين الثوار وبرصاصة - لعلها تعمدت ألا تؤلمه- انتهى كل شيئ في لحظه..خرجت من الجهة الأخرى ومعها كل شئ.
دخل المسجد يوما فوجدهم علقوا لافتة فيها "نرجوا إغلاق المحمول"فأخرج قلما من جيبه بهدوء وشطب الألف من "نرجوا"وطبعا قمت اليه متسائلا عن السبب فقال في هدوء"إن الألف من أصل الفعل وليست واوا للحماعه...لم يحاضر ولم يتعد هاتين الكلمتين وعلى شفتيه هذه الإبتسامة النادره التي لا أعدك أن تجدها بعده وأن يعزيك عنها شيئُ.
وكان فوق هذا لطيفا يفهم المزحة ويحسن الرد...لم تكن الأمور جافة ولا مقتضبة
كنت -لسوء طبع جبلت عليه- أهوى ممازحة الأئمه
دخلت على إمام صلى بنا ذات يوم وفاجأته بقولي إن الذهب حرام على الرجال- ولم يكن يرتدي ذهبا- فارتج وقال لي أي ذهب؟؟تركته ومضيت وأسمعه خلفي يسأل الناس "بيقول ايه ده؟
وقلت لآخر بعد أن صلى بنا الظهر "إن الظهر أربع ركعات"وكان قد صلى بنا أربعا فارتج وقال لي هوا أنا صليت كام
قلت لعماد بعد أن صلى بنا المغرب إن المغرب ثلاث ركعات فأجابني إن الدنيا اتغيرت فارتججت أنا.
لم يستغرق معه الموت لحظه.تخفى له قاتل بين الثوار وبرصاصة - لعلها تعمدت ألا تؤلمه- انتهى كل شيئ في لحظه..خرجت من الجهة الأخرى ومعها كل شئ.
نعم كان عماد صاحبي ..ليس عن كفاءة ونديه ..كان صاحبي.. رغم معلوم تقواه وورعه ومعلوم نفاقي وفسقي لكنني حادثته وصاحبته وضاحكته وسمعت منه لكنني وللأسف لم أحضنه مره..فيا أسفا عليه من صاحب وحبيب ويا عجبا من زاهد في كل شكر أو ظهور يصير حديث مصر بعد موته وأن يختلف الناس على كل من شارك ولم يشارك وتتفق كل الأطياف على حبه ويمشي في ممشى جنازته الطويل المرهق أشد أهل القبط تشددا وألينهم فيا رحمة الله علينا من فقده وعليه بما علم وتعلم.
وأبشر قاتله وأعلم أن الله منتقم انشاء الله له في الدنيا قبل أن تلقاه في الآخره فقد عاديت وليا وقتلت وليا وأسلت دما نقيا.أما كان حريا بك وأنت بهذا الضياع بدلا من قتله أن تسأله الدعاء,أن تستفتيه في تنقية سواد قلبك أو أن ترى وداعة ابتسامته ورقة صوته وعذب مواساته؟لابد والله أنك أخزى أهل الأرض وأشدهم استغلاقا للقلب والعقل.إني أظنك مثبورا كافرا بالله وبالناس وبدموع الأطفال وأكاد أجزم أنك لن تحاجه يوم القيامة بلا إله إلا الله.
إن لم تكن أخزى أهل الأرض فكيف يدفعك وعيك أو يدفعك غيرك إن كنت مدفوعا أن تغدر بمثل عماد.
إن لم تكن أخزى أهل الأرض فكيف يدفعك وعيك أو يدفعك غيرك إن كنت مدفوعا أن تغدر بمثل عماد.
اللهم إنا لا نزكي الشيخ عليك وأنت حسيبه لكنك أريتنا فيه سلوك الصالحين فبلل اللهم قبره بالندى وارحمه واغفر له يا أرحم الراحمين.اللهم وسع له مدخله وأنزله منزلاً مباركا وأنت خير المنزلين
قال الصحابي أنس بن النضر في غزوة أحد قبل التقاء الجيشان
"واها للجنه...إني لأشم ريحها من وراء أحد"
وبعد..
فقد جمعت لك يا إبراهيم ولأخيك محمد ومن بينكما من أخوة كل ما عرفت عن أبيك وما كانت معرفتي به إلا نذرا يسيرا بقدر ما تسمح المسافة الصغيرة الفاصلة بين المسجد وصالون الحلاقه لعلك يا صغيري تدرك أن فقد أبيك لم يكن فقدك وحدك وأن الله الرحيم قد حباك بفخر العمر وحسن ثواب الآخرة إنشاء الله
فقد جمعت لك يا إبراهيم ولأخيك محمد ومن بينكما من أخوة كل ما عرفت عن أبيك وما كانت معرفتي به إلا نذرا يسيرا بقدر ما تسمح المسافة الصغيرة الفاصلة بين المسجد وصالون الحلاقه لعلك يا صغيري تدرك أن فقد أبيك لم يكن فقدك وحدك وأن الله الرحيم قد حباك بفخر العمر وحسن ثواب الآخرة إنشاء الله
وأحسبني حين تشب عن الطوق وتبدأ في قراءة هذه الكلمات أكون قد حلت ترابا أو رميماً بال فادع لي حين تدعو لأبيك واسأل الله لي وله أن ينعم علينا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم
وأعلم أن أباك علمنا حيا وعلمنا ميتا
تعلمت منك الموت والمرء ميت...ما لم يكن لحياته معنى
فأجعل دموعك عليه ترحما وحزنك فخرا وأعلم يا بني أنه كان مشتاقا للقاء ربه وأظنه كان أسعد الناس حين مات بلا لحظة ألم واحده على يد ظالم لن يحاجه يوم القيامة بتقوى الله وقد أكثر رحمة الله عليه قبل وفاته بدعاء "اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك "واعلم أن بعضهم يموت لأن الحياة غير جديرة به.